التخــــــــــدير

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة عن التخدير وأنواعه

التخدير نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى أصبح بفضلها أعقد الجراحات واقساها ممكنا وميسرا، ولا شك بأنه من أهم الاسباب التي أدت الى تطور علم الجراحة الحديث ونجاحه مع ماحصل من تطور في علم التعقيم ،

اذ  في السابق كانت المحاولات الجراحية محفوفة بالخطر والكثير من الالم.

ولقد حاول الاطباء القدامى وسائل متعددة لتسهيل الجراحة وتخفيف الالم  على المرضى تفاوتت هذه الطرق  في مدى فاعليتها لكنها لم تصل للمستوى المرضى من الامان الطبي.

وذكرت بعض المصادر استخدام اطباء الحضارة الاسلامية  لبعض المواد المخدرة عن طريق الاستنشاق لاجراء بعض الجراحات للمرضى.

لكن التخدير كعلم مستقل لم يتأسس الا منذ ما يقارب 80 سنة تقريبا،  ومن اوائل المواد المستخدمة الايثر والكلوروفورم وغاز اكسيد  النيتروز"الغاز المضحك" وغيرها من المركبات المختلفة.

التخدير في وقتنا الحالي

ولله الحمد تطور علم التخدير تطورا مذهلا خلال العقود الثلاثة الماضية  ،اذ اصبحت الادوية المستخدمة اكثر امانا ،كما تطورت  اجهزة المراقبة "كما ونوعية" مما ادى الى الارتقاء بمستوى الامان و الخدمة بشكل افضل بكثير عما سبق.

هناك عدة طرق للتخدير وتسكين الالم ،ويحدد اختيار طريقة عن اخرى ، نوع الجراحة وموقعها ، وكذلك  حالة المريض وعمره ،ورغبته ،  وقبل ذلك كله رأي طبيب التخدير.

انواع التخدير باختصار

التخدير الموضعي:

وهو عبارة عن تخدير للنهايات العصبية  او الاعصاب  القريبة من موقع الجراحة نفسها ،ويتم ذلك عن  طريق حقن الدواء المخدر قرب مكان الجراحة وقد يحتاج ذلك الى  اكثر من وخزة لنشر الدواء بالشكل الكافي.

يعد هذا النوع  من آمن طرق التخدير الحالية لكنها لا تناسب الا الجراحات الصغيرة مثل عمليات الاسنان او تقطيب الجروح الصغيرة ،ومن عيوبها الم الوخز والذي قد يكون متكررا ،كما انها تحتاج الى تعاون المريض.

التخدير الناحي" الطرفي"

ويعتبر هذا النوع هو "الثورة الحديثة" في مجال التخدير حاليا،ويتنبأ له بمستقبل باهر وذلك  من ناحية الارتقاء بمستوى تسكين الالم وامان الرعاية التخديرية.

يقوم هذا النوع على مبدأ تخدير الاعصاب الناقلة  للاحساس للعضو المراد جراحته فقط،  مثلا

لاجراء جراحة في طرف اليد اليمنى  يتم تخدير اليد اليمنى فقط عمن طريق  حقن الدواء المخدر حول اعصاب اليد وغالبا حول الكتف ، بينما تظل بقية الاعضاء طبيعية.

من مميزات هذا التخدير انه أكثر امانا من التخدير الكلي والنصفي ،كما انه يعطي تسيكنا اكثر ولمدة اطول مما يحصل في الموضعي لكن من عيوبه الم الوخز عند اجراءه ، كما ان نسبة نجاحه تتفاوت من موقع لاخر،كما يحتاج لوقت أطول لبدء مفعوله مقارنة بالانواع الاخرى . بالاضافة الى ان هناك مخاطر تتعلق بكل تخدير طرفي على حدة،تبعا لاختلاف الموقع.الا انه حاليا وباستخدام بعض الاجهزة المساعدة كالاشعة فوق الصوتية لتحديد الاعصاب المطلوبة اصبح نسبة النجاح اكبر والتأثير أسرع وكذلك اجراءه في بعض المواقع اصبح اكثر امنا.

التخدير النصفي

ويعتبر اكثر شيوعا واسهل ممارسة من التخدير الناحي وهو عبارة عن نوعين

تخدير الحبل الشوكي، والتخدير المسمى ب تخدير  "خارج الام الجافية"  والحقيقة لا اعلم له ترجمة اسهل او مصطلح مباشر..

..لأهمية  هذا النوع سأفرد له مشاركة مستقلة..

التخدير الكلي

في هذا النوع يفقد المريض وعيه بالكامل كما يقل احساسه  بالالم او يتلاشى كما انه   في الغالب يفقد بعض الوظائف الحيوية الهامة كالقدرة على التنفس او الحركة، ويتم وصله بأجهزة مساعدة للتنفس ،ومراقبة الوظائف الحيوية الهامة.

وعادة يعطى الشخص عددا من الادوية بطرق مختلفة ،عن طريق الوريد والاستنشاق.

التسكين والتهدئة

في هذا النوع يعطى المريض بعض الادوية المسكنة مع بعض المهدئات التي تقلل من استيعابه للبيئة المحيطة به  وقد تصل الى مرحلة النوم من دون فقدانة الوظائف الحيوية الهامة ،ويستخدم هذا النوع منفردا في الحالات البسيطة ،كما يستخدم بالاضافة الى الانواع الاخرى من التخدير كالطرفي او النصفي او الموضعي للوصول الى نتائج افضل للمريض والفريق المعالج له.

اتمنى  الفائدة للجميع .. وبانتظار أي استفسار حول هذا الموضوع .

وعسى الله ان يمن علينا وعلكيم بالصحة والعافية.

.د "عبدالله الحربي.